تعقيب على ترتيب ابن أبي العز لمسائل الإيمان
لم يرتب الشارح رحمه الله تعالى الموضوعات والمباحث بحيث يكون عرضها أكثر سهولة على القارئ، فلو أنه رحمه الله تعالى ابتدأ بذكر معنى الإيمان عند السلف، ثم قعد لمسألة الألفاظ، واختلاف دلالتها بحسب الإفراد والاقتران، ثم عقب ذلك بالعلاقة بين الإسلام والإيمان؛ لكان هذا أسهل وأوضح كما فعلنا نحن، وكلامه رحمه الله تعالى هنا هو موجز ومختصر لكلام الإمام أحمد ، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد ذكر شيخ الإسلام كلام الإمام أحمد وغيره وشرحه في كتاب الإيمان ، فالموجود هنا في الشرح هو مختصر من كلام شيخ الإسلام في كتاب الإيمان الكبير ، وهو موجود في الجزء السابع من الفتاوى ، وكذلك نجد شيخ الإسلام رحمه الله فرق الكلام ونثره أيضاً في هذه المسألة، فما هو موجود هنا بعضه موجود بعد (ص:242) عند الكلام على الفاسق، وزوال اسم الإيمان، وزوال اسم الإسلام، ويقول شيخ الإسلام في (ص:246): وقد صار الناس في مسمى الإسلام على ثلاثة أقوال، وهو الذي ذكره الشيخ هنا بلفظه تقريباً، ثم ينتقل الشيخ فيذكر بعد ذلك في (ص:344) -أي: بعد مائة صفحة- الكلام على حديث جبريل وما بعده، ويذكر فيه الإسلام والإيمان وما يتناوله كل منهما، ويستمر (ص:347) وما بعد ذلك، ولعلنا نأتي على شيء منه إن شاء الله تعالى، إلى أن يقول مثلاً في (ص:351): والناس في الإيمان والإسلام على ثلاث مراتب. وهذا هو الذي تعرضنا له في الدرس الماضي، فأكثر من مائة صفحة، بين أول الموضوع وآخره، فالكتاب كله في قضية الإيمان، لذلك لم يرتبه رحمه الله تعالى؛ لذا ينبغي أن يلخص منه بقدر المستطاع.